خلط المفاهيم - HBBC

خلط المفاهيم - HBBC

الشِلّة

للعلم : الأعضاء النشطين اللي أسماؤهم بالبنط العريض

....يانهار مفاهيم مغلوطة

معلش إعذروني أنني مؤخراً أكتب بالعربية فقط و لكن كما قالت صديقتي إنجي "واضح إنك بتكتبي بالعربي لما تبقي مفروسة من حاجة".بس عامة أنا برضو بحاول أتعود أكتب بالعربي كتير عشان إن شاء الله أتحول لكتابة شعر بالعربية أو مقالات فكرية عن قريب.
أولاَ ، كلما أتذكر عبارة "خلط المفاهيم" بتذكّر فيديو قبيح نفسي يتشال من على يوتيوب أو حد يقول للناس إن الشخص (المُدّعي أنه شيخ) اللي فيه بيتكلم كلام لا عقلاني و جنوني.
" الليبرالية يعني أُمك متلبسش حجاب"...طب بالله عليكم لما حد يسمع جملة زي دي يقول إيه؟ فرضاً إنه حد بيحب الشيخ دا قوي و فرضاً إنه مؤمن بما يقوله الشيخ. أنا حزنت بجد ، الشيوخ أصبحوا بيستغلوا شهرتهم على حساب تطبيق ما يرونه صحيح ، و المصيــــبـــة الكبرى إن كل دا بيبقى باسم الدين. آه يا حسرة قلبي.
نظرية خلط المفاهيم لها علاقة شوية بنظرية التعميم- أو النمطية -بمعنى .. ممكن حد ييجي يقولك المسيحيين دول كفرة ؛ إزاي عرفت؟ في مسيحيين مؤمنيين بالأنبياء كلهم و مؤمنين بسيدنا محمد عليه الصلاة و السلام بس ببساطة شديدة مقتنعين بدينهم ، زي ما إحنا مسلمين و بنؤمن بالأنبياء و الرسل جميعاً بس إخترنا الإسلام. هي نظرية تعميم و خلط مفاهيم في نفس الوقت ، مش كُل مسيحي كافر و مش كُل كُفر معناه سوء أخلاق. على فكرة في ناس مش مؤمنة بس بتفكّر ، و في نفس الوقت في ناس مسلمة بس بتمشي وراء شيوخ عِمياني (اقرأ بداية المقال).
حاجة ثالثة ، إختلاف مفهوم ما عند شخص عن الآخر يقارب لإختلاف وجهات النظر في قضية ما من شخص لآخر ، بس الإختلاف هنا يأتي من جانب أن هذا المفهوم شيء مُسلّم به و لا تختلف القواميس و المعاجم على تعريفه. و لو لقيت شيخ أو شخص مرموق قام بتعريف مفهوم ما و قرأته في القواميس و وجدته شيء مختلف تماماً ، اعلم أن هذا الشخص مخطئ ، حتى لو كان عالِماً ، فلا يوجد إنسان معصوم من الأخطاء أو زلة اللسان.

مرة كنت بتفرج على برنامج على قناة الإخوان المسلمين - مصر 25 - و كانت السيدة الفاضلة بتتكلم في موضوع ، و في النص تطرّقت لِذكر السياسة و أشارت أنها ضد العلمانية ، ولكنها قالت "مش هنسيب مصر أبداً تبقى دولة عِلمانية"..ساعتها كان بقالي كذا يوم بتناقش مع زميلتي في الشغل (زميلة مثقفة و بثِق في رأيها كتير)على الفرق بين العِلمانية و العَلمانية و كيف أن العديد من الشيوخ و الشخصيات المرموقة و بدون ذكر أسماء ، كثيراً ما يختلط لديها المفهومين. العَلمانية يا حضرات و كلنا عارفين إنها فصل الدين عن سياسة الدولة ، و على فكرة العلمانية في فرنسا مثلاً تختلف عن العلمانية في بريطانيا و عن العلمانية في تركيا. فالعلمانية في فرنسا تعادي الدين بشكلٍ شرس ، أما في بريطانيا فالملكة هي رئيسة الكنيسة ، و في تركيا شكل ثالث خالص (مقتبس من مقالة لفهمي هويدي على بوابة الشروق) . أما في عصور بداية ظهور العَلمانية كان المصطلح غير كل دا برضه.
أما العِلمانية فهي عكس ما كانت تطبقه الكنيسة في أوروبا في العصور الوسطى (إتهام العلماء بالإلحاد إذا خرجوا عن فِكر الكنيسة) فالعِلمانية ببساطة هي ربط الدين بالدولة ( و يارب ماكونش بافتي!!) و مكتوب في ويكيبيديا إن العِلمانية تعتبر ديانة لوحدها اصلاً.

خلاصة الموضوع إن مصدر واحد للمعلومات مش كفاية عشان نبني فكرة معينة عن مفهوم ما ، و كما يقول المثل..متاخُدش المشكلة من طرف واحد ، اسمعها من طرفين ، و يا حبذا لو من ثلاثة كمان. فهقول لا تستعِن بمصدر واحد لبناء فكرة أو رأي ، اقرأ من مصادر كتير ، و ياريت تكوّن فكرة تحتوي كُل حاجة قرأتها ، متنحازش لحاجة واحدة و تقفل مخك بالجزمة. فكر شوية ، فكر كمان ، و إوعى تنسى إنك هتغلط ، بس المهم تدرك غلطتك و تفهم إن المفاهيم إللى في دماغك مش كلها صح. اللهم ارزقنا طولة البال.
و دمتم