عُقدة الخَواجة -HBBC: 3

.اضغط هنا للتعرّف على بقية الأعضاء

. الخواجة المتعقد : موضوع من إختيار الأخت الكريمة مروة

الأسبوع اللي فات و إحنا قاعدين بنفطر في الشغل.. طبعاً لازم السياسة تدخل مع كل حتة جبنة في الزور ، مديري قال جملة ، أو وجهة نظر بعض الناس بتقولها مؤخراً عن الثورات العربية ، أنا عن نفسي مقتنعتش بيها بس حسيتها منطقية إلى حدٍ ما ، على الرغم من إنها مبالغ في تقديرها.. وجهة النظر تأتي كالآتي : بعض الناس شايفة إن الثورات العربية الحالية ما هي إلا مؤامرة من أمريكا و دول العالم الأول للثورة على الديكتاتوريين و تحرر الشعوب بأنفسها لتتحول فيما بعد إلى دول علمانية لا دينية تنسى الهوية الإسلامية و الهوية العربية
بِغض النظر إني لا أتفق مع وجهة النظر دي ، بس معرفش ليه من ساعة ما سمعتها و أنا فعلاً أفكار نظرية المؤامرة مش راضية تطلع من نفوخ أمي

أولاً كده ، أنا هربط صلة بين اللي قلته دا و بين عقدة سي الخواجة : أنا بالنسبة لي مبدأ عقدة الخواجة ما هو إلا ناتج من نتائج و أهداف نظرية المؤامرة السحيقة ، بمعنى ، اللي أخدناه دا مش من أجانب برضو ؟ و مش كثير منه من إحتلال برضو ؟ نفس فكرة دول المغرب العربي اللي مش عارفين يتكلموا لغة عربية صح بسبب الإحتلال الفرنسي ، لكن للأسف الإحتلال الفكري أسوأ بكثير من الإحتلال الواقعي الحقيقي.
عارفين الناس اللي بتقول مبارك عيّشنا في سِلم لمدة ثلاثين سنة و أمريكا و إسرائيل مدخلوش مصر أبداً طول الفترة دي؟ طيب...الكلام دا هرتلة في هرتلة...عشان كلنا عارفين إن أمريكا مش محتاجة تدخل بجيوش عشان تموّتنا ، بس ممكن تدخل فكرياً و تدخّلنا في متاهة خمسين ألف عقدة خواجة : فساد الأخلاق و عدم وجود هوية واضحة للشعب - إحنا بجد شعب "كونفيوزد" و مش عارفين نمشي ورا مين ولاّ مين ، بس أهم حاجة...إحنا لازم نمشي ورا حد ، لازم نبقى ذيل حد ، مش صح إننا يبقى لينا هويتنا المستقلة ، بس يا سلام لو مشينا وراهم...اللي هما نفسهم اللي "بيقولوا" و مصدر "سمعت كذا"...ولاّ إيه؟

المهم إن نظرية المؤامرة بتلعب دورها داخلياً بشكل قذر ، إزاي؟ هتلاقي أبسط حاجة في محلات الملابس..الهدوم الطويلة و الجيبات إبتدت تتلاشى و تنعدم من السوق. التيشرتات الي بِكُم إبتدت تبقى ظاهرة نادرة أو غير موجودة من أساسه
نيجي على لحظة دخول المحال : إنتَ يا إما هتسمعلك أغنية مصري سيس من بتوع إسمو إيه دا اللي كلنا عارفينه ، أو أغنية إنجليزي سيس فحت برضو ، أو أسبانية أو فرنساوية أو ما إلا غيره ، بس في الغالب بتبقى سلو- على الرغم من إني مسمعتش الأخيرة دي كتير
علامة "صنع في" : التجار يقولولك دا تركي أو إيطالي أصلي يا فندم، وهو محصّلش إنتاج أوسخ حتة فيكي يا مصر ، طب بالنسبة للكواليتي؟ مالاحظتوش أن محلات الماركات بنلاقي فيها حاجة كده زي بواقي البضاعة؟ يعني مش إحتلال فكري و نظريات مؤامرة بس ، لأ و كمان عامليننا زبالة العالم!
و الأنيل و الأضلّ إن الناس بتحب الخامات الرديئة دي لمجرد إننا مجبرين ، و بتشوف أسعارها هايلة ، و يا سلام لو كان فيه تخفيضات على الأسعار ، الدنيا تزقطط في عيون الغلابة اللي مستحوذ عليهم فكر عمره ما هيسيبهم طالما إنهم قابلينه أصلاً

خلاصة الكلام ، تحرر الشعوب مش من برة ، و مش بس من تغيير أنظمة ، عشان مينفعش نغيّر و منتغيّرش ، دا إسمه تخلف فكري و تراجع دولة مش بناء دولة. فبما إننا في وضع ثورات و كده..ممكن نثور على هويتنا ، قصدي هويتهم ، و نبني إحنا هويتنا من أول و جديد؟

! بس كده

0 comments:

Post a Comment